د . منى الغريب على الناخب إدراك أن معظم الصور تعطي انطباعاً خادعاً
مقالات صحفية >>

الكويت (كونا): يحرص معظم المرشحين لعضوية مجلس الأمة على اختيار صور شخصية لهم تحمل دلالات معينة ورسائل مبطنة بهدف التأثير على الناخبين وجذبهم خلال حملاتهم الإعلامية والدعائية لخوض الانتخابات المقبلة .

 وتعتبر الصورة إحدى وسائل الاتصال غير المباشر بين المرشح والناخب كما تعد أولى وسائل التعرف على المرشح إضافة إلى أنها قد تلعب دورا في انجذاب نحو المرشح منذ الوهلة الأولى أو تجاهله تماما بعيدا عن أية اعتبارات أخرى .

وحول أهمية الصورة والدلالات التي تحملها في الحملات الانتخابية للمرشحين.

دعت الخبيرة في علوم الإيحاء والإيماء الدكتورة منى غريب في حديث مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) الناخبين إلى عدم الانسياق خلف الدلالات الظاهرة لصور المرشحين والى التعمق بشكل أكبر في البحث عن خلفية المرشح قبل التصويت له .

وقالت ان معظم المرشحين من الجنسين يحرصون على اختيار صور تتضمن حركات وتعابير معينة بهدف إيصال رسائل للناخبين توحي بامتلاكهم قدرات وصفات وقناعات وتوجهات تؤهلهم لتمثيلهم في مجلس الأمة .

وأكدت الدكتورة غريب أهية الصورة كوسيلة اتصال غير مباشر وغير لفظي في خلق انطباع مبدئي سواء كان إيجابيا او سلبيا عن المرشح وخاصة غير المعروف لدى الناخبين .

وأشارت إلى وجود دراسات تثبت أن من يظهر في الصورة وسيما وأنيقا من الجنسين يستحوذ من الناحية العاطفية على اهتمام المشاهد من الجنسين أيضا أكثر من غيره .

ولاحظت أن بعض المرشحين يستخدم الصورة في مخاطبة فئات الناخبين المختلفة حسب الجنس أو العمر أو المستوى التعليمي وأحيانا حسب الانتماء القبلي أو المذهبي أو الطبقي .

وبينت أن استخدام المرشح لبعض تعابير الوجه وزاوية النظر في الصورة يهدف إلى إظهار مدى جديته في النظر إلى الأمور وانه يمتاز بعمق التفكير وبعد النظر في التطلع الى مستقبل أفضل للبلد والناخبين على السواء .

واعتبرت استخدام المرشحين لاجهزة عصرية في الصور كالحاسوب المتنقل (لاب توب) او وسائل الاتصال المتطورة يهدف الى إعطاء انطباع لدى الناخب ان المرشح شخص مساير للحضارة ولديه القدرة على مواكبة التطور والتعامل مع المتغيرات الحديثة .

ولفتت الدكتورة غريب إلى أن بعض المرشحين من الجنسين يحرص على أن يظهر في الصورة بشكل يوحي أنه شخص ملتزم دينيا كأن يظهر بلحية طويلة وثوب قصير أو يضع عمامة أو تظهر المرأة مرتدية الحجاب أو أن تكون خلفية الصورة تمثل رمزا دينيا في حين أنه قد يظهر آخرون بلباس عصري ليظهر أنهم منفتحون فكريا ومواكبون للموضة وغير متزمتين .

وبينت أن من المرشحين من يضمن في الصورة خلفية تحتوي على صورا لشخصيات رسمية بارزة بهدف إيصال رسالة على انه من الموالين للحكومة وليس من المعارضة .

واعتبرت الدكتورة غريب اختيار بعض المرشحين لصور تظهر أنهم يتمتعون بصحة ممتازة وهيئة جسمانية قوية انه سعي إلى توجيه رسالة بأنهم أصحاء لا يعانون من مشكلات مرضية تعيق عملهم في المجلس وتلهيهم عن متابعة قضايا المواطنين .

وقالت الدكتورة منى غريب ان بعض المرشحين يحرص على أن يضمن حملته الانتخابية صورا تجمعه مع فئات معينة من المجتمع كذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى وكبار السن والأطفال ليظهر انه يمثل الجميع وانه يتبنى قضايا ومطالب هذه الفئات .

وبينت ان الكثير من الحالات التي ذكرت تنطبق على المرشحين من الجنسين ولكن تبقى هناك معايير خاصة بالمرأة كاختيارها لطريقة تسريحة الشعر ودرجة الماكياج للدلالة على إنها إنسانة عملية قادرة على العمل النيابي .